14‏/05‏/2009

الصــــحـــراء..كـم هــي قـاحـلــة !!




متردد في الإجابة ، بل أكاد لا أعرف الإجابة ، جهلاً بالسؤال فكيف ستكون الإجابة؟؟!! لا تفكروا كثيراً ،، هي مقولة أحد قاطني منطقة الحيل الشمالية الغارقة في رطوبة الصيف وحرارته الخانقة خاصة بعد انقطاع الكهرباء
قليل ما أكتب ،، فأنا اقرأ أكثر من الكتابة وفي بعض المرات تمر الشهور ولا أطبع حرفاً واحداً بلوحة المفاتيح في أي صفحة إلكترونية، ربما يصعب علي صف الأفكار وترتيبها وعرضها عرضاً يشد القارئ ويهيمه فيها كالمتصوف في حفل ذكر أو أن المواضيع التي تهمني وأحب أن أكتب فيها عناويناً تفتقر إليها مخيلتي فلا أدري ماذا أكتب ولا أعرف ماذا أخط وأسرد ،، اليوم حدثتني نفسي بهتك المحرمات والدخول في صراع مع السلطة وقذف دين البعض بأقذع السباب ولكن تراجعت خوفاً من حراب ثلاث تُوجه إلي فلا أبغي بعدها نطقاً ولا سمعا ،لذلك أمسكت بيراعي وحفظت لساني وقلت من الأفضل أن أكتب وأصمت،، قد يكون ما أقوله مبهماً وما يزيده إبهاماً تربع الصحراء على عرش عنوان الموضوع وصفتها على الطرف القصي منه..
لا عليكم ،، لاعليكم ..
بالأمس القريب ثارت في مخيلتي تساؤلات عديدة بعد أن ولجت أحد المنتديات العلمانية وطرقت عنوان موضوع هناك يتحدث
عن أمنية داعية مسلم بادخال 100 ألف من الناس في الإسلام فتتبعت الموضوع إلى أن وصلت لردود المجاهدين العلمانيين وكلهم إلا ما ندر يصرخون بالويل والثبور للداعية والمصيبة التي سيهلك بها 100 ألف من الناس بعد دخولهم لهذا الدين المليء بالعقبات ضد الحياة ومسيرتها كما يقولون لم أتعجب من الردود كثيراً ، فالعلمانيون وكما عرفتهم وخبرتهم قوم لا يحبون سطوع نجم الدين في فضاء المجتمع ويأملون بنجمهم الآيل للأفول أن يعود ويشرق على المعمورة كما يقولون ..
على أن ما أثار استغرابي وجعل أصابعي تطرق على سطح الطاولة الجهد المضني الذي يبذله هؤلاء لنشر فكرهم والوقوف في وجه الدين
والمتدينين بل والإلتواء في قوالب عديدة تؤطر بأسماء كثيرة لإضفاء البراءة على مطالبهم ودعاويهم ..
الآن تثور فوق رأسي علامات استفهام كبيرة اكاد أراها بين الحروف التي أكتبها في هذا الموضوع
..
سأختصر موضوعي بهذه الأسئلة السريعة:

ما سبب بذلهم للغالي والنفيس من أجل تحييد الدين والإنطلاق بمسيرتهم ؟
وما سبب هجوم البعض منهم على أحكام الدين
وإثارة الشبهات ضدها وجعل الناس تفتن بأقوالهم وخاصة إن كانت مثيرة وتطرب النفس كقضايا الحجاب وتنظيم الدعارة والخمر والربا وغيرها؟
هل هي مسألة ناتجة عن صدمة نفسية أصابت صاحبها في مقتل أدت به للإنقلاب على الدين
مثلما حدث للكثير من الكتاب الذين نعرفهم ؟
أم أن المسألة تعود لإقتناع العلماني بفكرته بعد أن سار على درب رحلة فكرية طويلة قرأ وأطلع وناقش وخالف ؟

أم هي فتنة الحضارة الغربية ومبانيها وصناعاتها اللامحدودة والتدفق العلمي الهائل من هناك فلم يجد العلماني سوى إسقاط تلك المفاهيم وتلك الثقافة بقضها وقضيضها على أرضنا ومجتمعاتنا ؟؟
أم ماذا بالتحديد ؟
ما أعلمه يقيناً أن رحلة العلمانية والسير على درب غير واضح الهوية طريق صحراوي
مليء بالفيافي والقفار وقد ينهار فيه المرء قبل الوصول للحقيقة بعد أن ينهكه العطش هذا ما أعرفه وأعرف من ماتوا قبل الوصول لا أقصد هنا موت الجسد وخروج الروح بل موت القلب وغياب الروح .
فالحمد لله الذي عافانا مما ابتلى به غيرنا وفضلنا على كثير ممن خلق تفضيلا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق