27‏/05‏/2009

فــي رثــاء الـشــيخ سـعـيد الــحارثــي ..

/
\
/

أترككم مع المقطع فهو يحكي كل شيء ولن يستطيع نثري أن يضاهي شعر الشاعر

/
\
/

15‏/05‏/2009

يــا لــكَـ مــن صـيـــفٍ رجــعــتَ ديـــاركـ ...


الشمس انحرفت قليلاً عن كبد السماء ، والحرارة تنطلق منها ومن الأرض تنبعث ، يلفح وجهك " الغربي " القادم من هناك متحمساً بسخونته المعتاده ،ويضايق عينيك الغبار الذي تثيره الرياح الساخنة ، جسدك تسبح حوله قطرات العرق وملابسك تلتصق بجسدك لتحتمي من ظواهر الصيف القادم بقوة ..
إنها الساعة الثانية ظهراً حيث يعود الناس من العمل ليتوجهوا إلى بيوتهم أو المطاعم لتناول وجبة الغداء ،يركبون سياراتهم الفارهة أو العتيقة ، يشغلون المكيفات ويلبسون النظارات الشمسية ، فكلهم يبحثون عما يقيهم الحرارة والرطوبة وعصرها للجسد كقطعة ليمون على " مضباة مشاكيك " ،، إلا هو يحمل كتبه وأقلامه ودفاتره ويتوجه مشياً على الأقدام من بيته باتجاه الشارع العام ،ينظر لساعة هاتفه النقال خوفاً من إخلاف الموعد والوصل متأخراً ،، يصل للشارع العام حيث لا ظل ظليل ولا شجر وفير ،ينتظر سيارة الأجرة التي يرمقها من خلف السيارات القادمة من بعيد، فيرفع يده مشيراً لها بالوقوف ، يلتقي نظره بنظر السائق ، فيحولها السائق إلى الشارع ويواصل مسيره تاركاً إياه تحت الشمس ،،، تأتي سيارة الأجرة الثانية و تتخذ نفس القرار والثالثة فالرابعة إلى أن تصل الخامسة وتقرر الوقوف بعد الإستئذان من قائدها ،، يحشر نفسه مع " العِبرية" في الخلف ليتوجه إلى المحطة الثانية من محطات المسيرة اليومية باتجاه ميدان الكفاح ..
هناك في المحطة الثانية معاناة أخرى اكبر من أختها الأولى ..
يعبر الشارع بعد أن امتلك شجاعة عنترة ، فالسيارات حمر مستنفرة فرت من قسورة ، كلها تمضي باتجاه المقصد لا تقل سرعتها عن 120 كم في الساعة ، لا تأبه بعبارة " الشوارع مزودة بأجهزة رصد السرعة " ولا تنظر إليها أبدا .. يبحث عن سيارة اخرى تقله إلى مقصده ، فسيارة الأجرة الأولى أوصلته إلى الجسر ومن هناك ينتقل في سيارة أخرى إلى المكان المقصود والموطن المطلوب .. يجول بناظريه على " رعاة التكاسي " ويسلم عليهم بتحية " السلام عليكم " يتبعها بـ" رايح الجامعة ؟ " فيجيبه أحدهم بسرعه " بريال وميتين " ..
يطرق صاحبنا لهنيهة ثم يرد : " ما عليه أنتظر شويه يمكن حد بيجي " ..
تحت ظل نخلة سامقة اشتد عودها وقوي جذعها وتصلب اساسها وقف ملياً ينتظر سيارة أجرة تمر لتقف له ويسير معها نحو مقصده بسعر أقل ، انتظر فانتظر ثم انتظر ، بعدها نظر إلى النخلة وقال هامساً وكأنه يحرك شفتاه موذنا بانطلاق تعويذات تقله بسرعة الضوء الى مقصده بعد أن يرسم خط على الأرض كما في الأحاديث الشعبية ، ولكنه لم يفعل ذلك ، اطلق لسانه بشعر أحمد شوقي واصفاً النخلة وصلابتها وكرمها في الحل والترحال والصيف والشتاء :
أهذا هو النخلُ ملك الرياض /// أمير الحقول عروس العزب
طعام الفقير وحلوى الغتي /// وزاد المسافر والمغترب ب
بعدها بثواني فقط يرى أمامه سيارة أجرة ، لم ينتبه لقدومها وحركتها السريعة ، تقف السيارة وتنخفض النافذة الأمامية ، ليسأله صاحبها : وين رايح ؟
يجيب صاحبنا : رايح الجامعة .. بكم تروح ؟
صاحب التكسي : تفضل بثلاثمئة .
يهز صاحبنا رأسه موذنا بالموافقة ويحشر نفسه في تلك السيارة ليتغير الصيف إلى ربيع ويتحول الغربي إلى هواء بارد يشيع في النفس شيئاً كبيراً من الراحة والهدوء .. وما هي إلا دقائق معدودة حتى يصل إلى ميدان الكفاح وقد تأخر عن الموعد دقيقتين .

تكرر هذا المشهد كل أحد وثلاثاء من كل أسبوع لمدة أربعة أشهر .. و أنا متأكد أن صاحبنا يسأل الله بعد كل صلاة أن لا يتكرر هذا المشهد مرة أخرى .

14‏/05‏/2009

الصــــحـــراء..كـم هــي قـاحـلــة !!




متردد في الإجابة ، بل أكاد لا أعرف الإجابة ، جهلاً بالسؤال فكيف ستكون الإجابة؟؟!! لا تفكروا كثيراً ،، هي مقولة أحد قاطني منطقة الحيل الشمالية الغارقة في رطوبة الصيف وحرارته الخانقة خاصة بعد انقطاع الكهرباء
قليل ما أكتب ،، فأنا اقرأ أكثر من الكتابة وفي بعض المرات تمر الشهور ولا أطبع حرفاً واحداً بلوحة المفاتيح في أي صفحة إلكترونية، ربما يصعب علي صف الأفكار وترتيبها وعرضها عرضاً يشد القارئ ويهيمه فيها كالمتصوف في حفل ذكر أو أن المواضيع التي تهمني وأحب أن أكتب فيها عناويناً تفتقر إليها مخيلتي فلا أدري ماذا أكتب ولا أعرف ماذا أخط وأسرد ،، اليوم حدثتني نفسي بهتك المحرمات والدخول في صراع مع السلطة وقذف دين البعض بأقذع السباب ولكن تراجعت خوفاً من حراب ثلاث تُوجه إلي فلا أبغي بعدها نطقاً ولا سمعا ،لذلك أمسكت بيراعي وحفظت لساني وقلت من الأفضل أن أكتب وأصمت،، قد يكون ما أقوله مبهماً وما يزيده إبهاماً تربع الصحراء على عرش عنوان الموضوع وصفتها على الطرف القصي منه..
لا عليكم ،، لاعليكم ..
بالأمس القريب ثارت في مخيلتي تساؤلات عديدة بعد أن ولجت أحد المنتديات العلمانية وطرقت عنوان موضوع هناك يتحدث
عن أمنية داعية مسلم بادخال 100 ألف من الناس في الإسلام فتتبعت الموضوع إلى أن وصلت لردود المجاهدين العلمانيين وكلهم إلا ما ندر يصرخون بالويل والثبور للداعية والمصيبة التي سيهلك بها 100 ألف من الناس بعد دخولهم لهذا الدين المليء بالعقبات ضد الحياة ومسيرتها كما يقولون لم أتعجب من الردود كثيراً ، فالعلمانيون وكما عرفتهم وخبرتهم قوم لا يحبون سطوع نجم الدين في فضاء المجتمع ويأملون بنجمهم الآيل للأفول أن يعود ويشرق على المعمورة كما يقولون ..
على أن ما أثار استغرابي وجعل أصابعي تطرق على سطح الطاولة الجهد المضني الذي يبذله هؤلاء لنشر فكرهم والوقوف في وجه الدين
والمتدينين بل والإلتواء في قوالب عديدة تؤطر بأسماء كثيرة لإضفاء البراءة على مطالبهم ودعاويهم ..
الآن تثور فوق رأسي علامات استفهام كبيرة اكاد أراها بين الحروف التي أكتبها في هذا الموضوع
..
سأختصر موضوعي بهذه الأسئلة السريعة:

ما سبب بذلهم للغالي والنفيس من أجل تحييد الدين والإنطلاق بمسيرتهم ؟
وما سبب هجوم البعض منهم على أحكام الدين
وإثارة الشبهات ضدها وجعل الناس تفتن بأقوالهم وخاصة إن كانت مثيرة وتطرب النفس كقضايا الحجاب وتنظيم الدعارة والخمر والربا وغيرها؟
هل هي مسألة ناتجة عن صدمة نفسية أصابت صاحبها في مقتل أدت به للإنقلاب على الدين
مثلما حدث للكثير من الكتاب الذين نعرفهم ؟
أم أن المسألة تعود لإقتناع العلماني بفكرته بعد أن سار على درب رحلة فكرية طويلة قرأ وأطلع وناقش وخالف ؟

أم هي فتنة الحضارة الغربية ومبانيها وصناعاتها اللامحدودة والتدفق العلمي الهائل من هناك فلم يجد العلماني سوى إسقاط تلك المفاهيم وتلك الثقافة بقضها وقضيضها على أرضنا ومجتمعاتنا ؟؟
أم ماذا بالتحديد ؟
ما أعلمه يقيناً أن رحلة العلمانية والسير على درب غير واضح الهوية طريق صحراوي
مليء بالفيافي والقفار وقد ينهار فيه المرء قبل الوصول للحقيقة بعد أن ينهكه العطش هذا ما أعرفه وأعرف من ماتوا قبل الوصول لا أقصد هنا موت الجسد وخروج الروح بل موت القلب وغياب الروح .
فالحمد لله الذي عافانا مما ابتلى به غيرنا وفضلنا على كثير ممن خلق تفضيلا.

02‏/05‏/2009

وما الحياة إلا تأملات ,,,





سبحان الذي خلق السموات والأرض وجعل الظلمات والنور وقدّر القمر والشمس وجعلهن متعاقبين بالليل والنهار كلٌ يسبَح في فلكه وكلٌ يسبّح بحمد ربه وكلٌ يسير وفق نظام وسنة وضعها الله الخالق لهذا الكون العظيم وجعل الكون كله والوجود بأكمله بين كاف ونون ،، إذا قضى أمراً إنما يقول له كن فيكون . سبحانك ربي وسعت كل شيء علماً ، سبحانك ربي يا من تعلم الجهر وما تخفي الصدور وتعلم ما في البر والبحر وما من ورقة ولا حبة في ظلمات الأرض إلا تعلمها وعندك مفاتيح الغيب لا يعلمها إلا أنت . يالله يا عليم يا علاّم الغيوب .. إلهي يا من ميزت الإنسان بالعقل واخترته من بين مخلوقاتك لحمل رسالتك وأمرته بالتأمل في هذا الكون ليهتدي إليك و تتجه روحه في سبيلك وتسير مراكب عشقه لطريقك . إلهي يا من جعلت الروح من أمرك لا يعلمها إلا أنت وما أعطيت بني الإنسان إلا قليلا من علمك .. يا من جعلت حياتنا في مضغة إن توقف نبضها هجرنا الحياة وإن استمرت أكملنا ما بقي من عمرنا سبحانك يا عليم يا رحيم لا إله إلا أنت. ربِّ يا من خلقتنا من تراب ثم من نطفة فعلقة فخلقت العلقة مضغة فخلقت المضغة عظاما فكسوتها لحما ثم أنشأتنا خلقاً آخر نسير في هذه الأرض لعبادتك وعمارتها ونحيا بها إلى أجل مسمى لا يعلمه إلا أنت.. ربِّ كم من عبادك عبدوك حق العبادة وكم من عبادك تكبروا عن عبادتك وضلوا .. كم من عبادك خضعوا لك وانقادوا لعظمتك وكم منهم كذبوا وفسدوا وخرجوا عن شرعك .. يا من وسعت رحمته كل شيء ،، يا من أمهلت ولم تهمل . إلهي يا من أرسلت نبيك محمد مبلغاً لدين الإسلام .. يا من بعثته من مكة إلى البشرية جمعاء .. يا من جعلته هادياً ومبشراً ونذيراً لرسالة التوحيد والنور والهداية .. ربِّ يا من أنزلت على نبيك قرآناً يتلى ، وجعلت " اقرأ " أول كلمة يبلغها الروح الأمين نبيك من عندك .. يا من أمرتنا بالعلم ووهبت للإنسان كل ما يقوده له ورفعت قدر من تعلم وأخلص له و خط قلمه في سبيلك فوضعته في مصاف ورثة الأنبياء . إلهي ارحمنا و ارحم عبادك واغفرلنا واغفر لهم فأنت الرحيم الغفور .. اشرح صدورنا وصدورهم ويسر امورنا وأمورهم واحلل عقدة تطوي اللسان واجعله لساناً صادقاً ذاكراً يلهج بالحق والنور المبين .. فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم ..
لا إله إلا أنت ولا حول ولا قوة إلا بك ..